لكي تعرف مستقبل أي وطن لابد أن تقوم بعمل مسح اجتماعي لفئة الشباب للإطلاع على مستوياتهم الثقافية وهمومهم وأهدافهم وخططهم ومستوى ارتباطهم بهموم الوطن ومشاكل مجتمعهم ومدى رغبتهم في المساهمة في حلها والتفاعل معها وقدرتهم على المبادرة ورغبتهم في الإصلاح والتنمية، ذلك كي تستطيع أن تشخص مستقبل الوطن على يد أجياله القادمة خصوصا أن الشباب هم وقود الأمة ومحركها ولكي نستطيع أيضا أن نقي أجيالنا من أي أمراض نفسية أو فكرية أو ثقافية أو اجتماعية كي لا تتحول إلى ظواهر اجتماعية تفتك كالمرض فيها, علينا أن نعالج أيا من هذه الأمراض في بداياتها حتى لا تستشري ويصعب بعد ذلك معالجتها
فإذا نظرنا إلى كثير من الشباب المصرى الأن فسنجد أنه ينتقل وبشكل متسارع وخطى حثيثة من ظاهرة سيئة إلى ظاهرة أسوأ، فمن شباب الهيبز فى الماضى ثم إلى عبدة الشيطان ثم إلى الإيموز والألتراس وكلها ظواهر جديدة على مجتمعنا وما بها من الطقوس الغريبة التي يمارسونها في تجمعاتهم والتى لاتخلوا من إدمان البانجو والمسكرات وكلها حالات غريبة على جسد مجتمعنا وثقافته وعاداته حيث يبدو للجميع في الخارج أنه مجتمع محافظ، ولكن حقيقة الأمر أننا غارقون في وحل العادات الغربية نتلقف منها السيئ والرديء ونترك ما ينمي طاقاتنا وقدراتنا العقلية والفكرية والإبداعية، ونتمسك بعادات تقليدية عفا عليها الزمان، مما حدا بهؤلاء الشباب إلى الخروج عن المألوف لعدم حصولهم منا على ما يناسب عصرهم وثقافتهم، فغرقنا وأغرقناهم معنا وكنا سببا في ابتعادهم عن القيم الحقيقية والمثل الصحيحة والعادات الصحية بسبب تمسكنا بتقاليد بعيدة عن روح الشريعة وحضارة الإسلام فلجأوا يبحثون عما يروي عطشهم في بحثهم عن الحضارة والخروج عما هو مألوف، ولكنهم للأسف وبفعل فاعل تمسكوا بما هو أسوأ على أنفسهم من العادات والتقاليد البالية
إن على كل الأسر المصرية ومؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الحكومة أن تعي خطورة انتشار هذه الظواهر التي تعطل عقول جيلنا ومستقبل الوطن وتنمي فيهم البعد المادي والغرق في الشكليات على حساب تنمية القدرات العقلية ومهارات الجسد التي تصب في مصلحة التنمية والتطوير، لنفاجأ في المستقبل بخلو الساحة من المبدعين والقدرات التي تستطيع أن تبني أوطانا
إن السكوت عن معالجة هذه الظواهر السلبية يجعلنا نستشعر وجود تواطؤ مع مدمرى شبابنا. والمسؤولية الأولى والكبرى تقع على عاتق الأهل الذين يجب أن لا يرضخوا لهذه الظواهر التي سوف تسلب عقول وقدرات ابنائهم وتنمي فيهم البعد الجسدي فقط، لنرى غدا أجيالا معاقة فكريا ومهندمة جسديا, الله م إنى بلغت الله م أشهد.
No comments:
Post a Comment